مهاتير محمد: الحوار هو الوسيلة المثلى لإنهاء الحرب في اليمن واليمنيون ناجحون في الخارج لكنهم يتطاحنون في الداخل
يمنات – صنعاء
قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ان اليمنيون ناجحون في الخارج مؤكدا انه يستغرب لماذا يتطاحنون فيما بينهم في الداخل مضيفا اليمنيون هنا منذ القدم وجدوا الاستقرار والسلام لذلك نجحوا واستقروا هنا لأنهم لم يجدوا الاستقرار والمناخ الجيد في بلدهم.
وكان “مهاتير محمد” يتحدث خلال لقاء مطول لصحيفة “عدن الغد” في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
نسق للمقابلة وترجم الأستاذ/ رياض صالح محمد
حاوره / علي حسين البجيري
* دولة السيد رئيس الوزراء ألماليزي السابق من المعروف عنكم انكم احد أعمدة بناء دولة ماليزيا الشقيقة من الأساس ومن الصفر وانتم مهندس البناء والنهضة الرائدة في هذه الدولة الفتية فهل لنا ان نعرف شيء عن كيفية البداية في تجربتكم العملاقة في بنا هذه الدولة حتى وصلت إلى ماوصلت إليه من تقدم ورقي في كل جوانب الحياة وماهي المصاعب التي واجهتكم في البداية؟
في البداية لم تكن عندي خبرة في السياسة ولكني كطبيب فإن عملي هو ان اشخص المرض وأقوم بعلاج المرض وأعطي الوصفة الطبية لعلاجه وهذا ماعملته ، فقد شخصت المرض في الجسم الماليزي وقمت بإعطاء العلاج وهو بالإمكانيات الذاتية المتوفرة لدينا في ذلك الحين وقررنا ان لا نقوم بالاقتراض من احد، وأضيف إننا في ماليزيا لم نكن أغنياء فقمنا اولآ بتشجيع القطاع الخاص بالعمل والاستثمار وقمنا بتهيئة كل السبل له وأول هذه الأشياء كان الأمن والبنية التحتية .
* على ماذا كان اعتمادكم في بداية الأمر خاصة ان ماليزيا في البداية كانت دولة فقيرة وذات موارد محدودة ؟
أدركنا في وقت مبكر إننا كدوله زراعية لن نكون أغنياء لذلك ركزنا على القطاع الصناعي وشجعنا رؤوس الأموال الأجنبية بالاستثمار في ماليزيا بعد ان وفرنا لها المناخ المناسب وكل المتطلبات وسهلنا لها الطرق للنهوض بماليزيا.
* وماهي الخطوة الأخرى التي خطيتموها بعد ان فتحتم أبواب الاستثمار على مصراعيها وماهي التحديات التي وقفت في طريقكم كعائق ؟
الخطوة الأولى كانت توفير العمل للماليزيين لأننا كدوله فقيرة لم نستطع توفير فرص عمل لأبناء شعبنا ولكن من خلال القطاع الصناعي والاستثماري استطعنا توفير فرص عمل كثيرة للمواطنين واما التحديات فهي كثيرة وكبيرة ولكننا واجهناها بصبر وبقوة إيمان وتحدي لان هناك عدو لايريدنا ان ننهض فتحديناه ونهضنا .
* وهل ممكن نعرف من هو هذا العدو الذي واجهتموه ؟
كمثال كانت لدينا مواجهات مع البريطانيين الذين كانوا يعاملوننا كدوله مستعمره وكانوا يريدوننا ان نقوم بشراء احتياجاتنا منهم فقط ولكن نحن تجاهلناهم وكنا نجعلهم في ذيل القائمة لمشترياتنا واحتياجاتنا حتى رضخوا لرغباتنا بعد ان راءوا ثباتنا وإصرارنا واعتزازنا بأنفسنا وببلدنا وشعبنا .
* وماهي الخطوة الأهم التي أقدمتم عليها بعد فتح أبواب الصناعة والاستثمار ؟
ركزنا على التعليم وبناء الإنسان وكنا نخصص 25% من ميزانيتنا للتعليم وبناء الإنسان.
* من المؤكد أن الدول الصناعية الكبرى في البداية قد حاولت بكل الوسائل تحجيم طموحاتكم في جعل دولة ماليزيا دولة صناعية كبرى في جنوب شرق أسيا فماهو تعليقكم؟
بالتأكيد ان الدول التي كنا نشتري منها احتياجاتنا لم تكن سعيدة بأن نقوم بصناعة احتياجاتنا بأنفسنا ولا استطيع ان أقول لك ان هناك كانت مؤامرات ولكن لم يكونوا سعداء بتقدمنا ابدآ .
* النظام القائم على العدل والمساواة والتعايش السلمي بين ابنا الشعب هو من يتحدى هذه الدول ويفرض إرادته عليها ؟
أهم شيء بالنسبة لهذه الدول هي ان تكون هناك منظومة حكم تعمل على الاستقرار والإصغاء للشعب وحل مشاكله ونحن بفضل الله شعبنا واعي وصبور ومتعايش ومتحاب رغم اختلاف الأعراق والأديان إلا إننا نعيش بحب وانسجام تام .
* ماهي الخطط المستقبلية لدى دولة السيد مهاتير محمد التي يتمنى ان تتحقق بعد ان ترك الحكم ؟
لدينا خطه طموحه للنهوض بماليزيا في عام 2020م وحيث إني لم اعد رئيس وزراء أتمنى ان تستمر هذه الخطة وتتحقق لما فيها عزة شعبنا ورفعته .
* بماذا ينصح دولة السيد مهاتير محمد حكام الدول العربية والإسلامية وخاصة الدول التي ترزح تحت ظلال الفقر والجهل والتخلف ؟
عندما كنت على وشك التقاعد شكلت لجنة لجمع كل خبراتنا وما حققناه من نهضة وانجازات في بلدنا وعملنا سجل كامل لكل شي قمنا به من البداية وهذه الخبرات والتجارب موجودة في كتيبات لكل من يطلب الاستفادة من ذلك وفي اغلب الأحيان تأتيني دعوات من الدول العربية والإسلامية للتحدث شخصيا عن تجربتنا ونلبي الطلب .
* دولة السيد مهاتير محمد كيف تقيمون دعوة سلمان ابن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية التي أطلقها حول إنشاء حلف عربي وإسلامي للوقوف بقوة في وجه التحديات التي تواجه عالمنا العربي والإسلامي اليوم وماهو موقفكم منها ؟
التحالف والوحدة شيء ممتاز ونتمناه ولكن يجب الحذر ان لايكون التحالف للحرب بين المسلمين ولكن للتحاور وهذا مايجب ان يتم بالذات مع إيران، ماليزيا كانت لها مشاكل مع دول الجوار وكان يجب علينا التحاور وبالفعل حاورناهم وذهبنا للتحكيم الدولي ، لان الحرب لن تأتي بالحلول وإنما بالتحاور لان الحروب تترك آثار لايمكن ان تنتهي على طول الأزمان وسيظل يتوارثها الأجيال من بعدنا .
* ولكن إيران دولة عدوة تحاول أن تصدر ثورتها وفوضاها إلى أراضي دول الجوار؟
عدو عدوي صديقي فإيران عدوه لإسرائيل فيجب ان يكون تركيزكم على العدو الحقيقي إسرائيل ومن ثم إيران ستكون معكم ضد إسرائيل .
* دولة السيد مهاتير محمد بعد ان أصبحت ماليزيا دولة صناعية كبرى هل انتم راضون على حجم التبادل التجاري بينكم وبين البلدان العربية والإسلامية وهل هناك إقبال عربي وإسلامي على شراء ماتنتجه المصانع الماليزية ؟
لا لست راضي عن هذا التبادل التجاري لأنه للأسف الدول العربية والإسلامية مركزه على أوروبا وأمريكا واليابان والصين بالرغم من إننا نستطيع ان نقدم لهم ماتقدمه هذه الدول وصناعاتنا معروفة بجودتها ولكن لم تكن هناك نية لهذا التبادل التجاري.
* دولة السيد مهاتير شي مؤسف ان تذهب الأموال العربية والإسلامية وتستفيد منها شعوب أخرى ؟
سأعطيك مثل واحد إننا نصنع سيارات في ماليزيا وطلبنا ان نشارك أشقاءنا في فتح مصانع لهذه السيارات ولكن لم نجد الرغبة منهم وسياراتنا ذات جودة وقوة وأنت ترى ان الشعب الماليزي كله يستخدم صناعة بلادة وقد أثبتت جودتها .
* دولة السيد مهاتير محمد اليمنيين ممنونين من دولة ماليزيا وشعبها الشقيق فقد أصبحت دولة ماليزيا فاتحة أبوابها لليمنيين الذين أصبحوا يدخلوها دون تعب أو عنا اوفيز أو عراقيل ووجدت الكثير من اليمنيين قد فتحوا مشاريع صغيرة ويعملون بكل يسر وتسهيل وهذا شيء تشكر عليه ماليزيا وشعبها العريق ؟
اليمنيون ناجحون في الخارج واستغرب لماذا التطاحن فيما بينهم في الداخل واليمنيين هنا منذ القدم وجدوا الاستقرار والسلام لذلك نجحوا واستقروا هنا لأنهم لم يجدوا الاستقرار والمناخ الجيد في بلدهم.
* دولة السيد مهاتير محمد علمنا انكم قد أسستم حزب جديد لخوض الانتخابات الجديدة في بلدكم فهل ستخوضون الانتخابات انتم شخصيا أم انكم سترفدون السياسة الماليزية بدماء جديدة من حزبكم الجديد ؟
الشعب الماليزي غير مرتاح من الحكومة الحالية لذلك قررت ان أشكل حزب جديد لخوض الانتخابات الجديدة وإذا نجحنا سنشكل الحكومة الجديدة ان شاء الله .
* ماهي نصيحتكم للفرقاء اليمنيين حول مايجري من اقتتال منذ قرابة السنة وثمانية أشهر ؟
انا من وجهة نظري الشخصية ان يتم الجلوس بهدوء ويتم التباحث بين الإخوة لحتى تنهوا هذا الدمار المؤسف والتفاوض معناه ان تخسر شيء ولكنك ستكسب أشياء كثيرة ويجب ان تعد نفسك لخسارة شيء لأنك لن تحصل على كل ماترغب وان اصريت على كل شيء ستخسر كل شيء وفي الأخير الكل خسران وشعبك ووطنك الخسران
نصيحتي ان توقفوا الحرب حالا وعودوا للحوار وكل طرف يتنازل للأخر ويجب على كل طرف عدم الإصرار على موقفه وعدم التشبث في موقفه ارحموا أنفسكم وارحموا شعبكم .
* دولة السيد مهاتير محمد أنت تعلم ان اليمن الجنوبية قد دخلت في وحدة اندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م وبعدها انقلب المخلوع على الجنوب ومارس عمل التهميش لأبنائه ومارس عملية الاغتيالات للكوادر الجنوبية حتى انتزعت الثقة بين الجنوب والشمال ماهي وجهة نظركم حول هذا ؟
الذي اعرفه عن الجنوبي انه كان لفترة تحت الحكم الشيوعي لذلك كانت هناك فجوه بين الفريقين واختلاف بين ثقافتين مختلفتين وعندما تبدأ الاغتيالات والقتل فهنا المصيبة ولن تتوقف وكل طرف سينتقم من الأخر وكأننا عدنا للجاهلية وسيمنح الفرصة للدول الخارجية للتدخل وعندما تتدخل الدول تكون هذه الشعوب تحت رحمتها وتنفذ مايطلبوه منك، لذلك ليس هناك حل غير جلوس اليمنيين مع بعض وحل مشاكلهم بينهم يمني ليمني.
سأضيف شيئا مهما هو إننا يجب ان نعود للإسلام ونكون أخوه مثلما يأمرنا القرءآن وان لايقتل الأخ أخاه مثل الجاهلية وهذا مااوجده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى الجاهلية نبذها بتعاليم والإسلام وعندما نطبق تعاليم الإسلام سنكون أعظم أمه وسنكون في القمة.